يوجَدُ البلاستيك في الواقع في كلّ مكان. ولا نعني بهذا الحضور المعنى الضيّق والمؤسِف الذي اعتدنَا عليه في الأخبار اليوميّة، والذي يشير إلى مشاكل معالَجة البلاستيك وأزمة الاستخدام الأوحد لهذه المادة، أو إلى الجُزر البلاستيكيّة التي تطفو فوق سطح المحيطات. لقد أصبح البلاستيك مادة أساسية في حياتنا اليومية حتى أنّ وجودَه قد صار أمرًا بديهيًّا لا ندرك معه انتشاره الشديد وغير المحدود. فتدخلُ المواد البلاستيكيّة في شتّى القطاعات حتى أنّ الأوْراكَ الاصطناعية، ومفاصل الركبة، والدعامات التاجيّة ليست إلّا منتَجات بلاستيكيّة عالية التقنية. وينطبق الأمر ذاته على الأسطوانات المدمَجة، والحواسيب، والأقراصِ الصلبةِ المحمولة، وعلى كافة الأدوات التي نستخدمها في منازلنا تقريبًا. بَيْد أنّ التزايدَ الهائل في إنتاج البلاستيك خلال العقود الأخيرة، وغياب التخطيط أو ضعفه فيما يتعلّقُ بكيفيّةِ المعالَجة السليمة لنفاياته، أدَّيا بالتوازي إلى تفاقم التلوّثِ البلاستيكيِّ في البَرّ والبحر، ممّا أوصلنا إلى الانفجار الحالي للأزمة البيئيّةِ المستفحِلةِ على مستوى الكوكب. فما هي عواقب هذا الإفراط الشديد في إنتاج البلاستيك على البيئة، والغذاء، وصحّة الإنسان؟ هذا بعضٌ ممّا يعالجه عالِم الأحياء البحريّة سيلفيو غريكو في هذا الكتاب.
show more...Just click on START button on Telegram Bot